لحظة القرار: متى وكيف تعرف أنك جاهز لبدء مشروعك الخاص

وصلني سؤال على الإنستقرام: [كم ممكن يأخذ الشخص فترة عشان يقرر على فكرة مشروعه؟ يعني إلى متى نسمح لنفسنا بأننا نأخذ وقتنا بالفكرة؟]

الوقت الذي يحتاجه الشخص لاتخاذ قرار بشأن فكرة مشروعه يختلف من شخص لآخر. الأهم هو أنك تأخذ وقتك في التفكير والتحليل بشكل مدروس، ولكن بنفس الوقت لا تطيل هذا الوقت لدرجة أنه يصبح عائق أمام التنفيذ. تذكر: الفكرة المثالية قد لا تأتي أبدًا، لكن البدايات الصغيرة ممكن تكون هي الشرارة اللي تحتاجها لتنمو وتطور مشروعك مع الوقت

لكن خلنا نفترض

الآن فكرت بمشروعك، درسته، بحثت عنه وسألت واستشرت. ما بقى غير لحظة البدء. تلك اللحظة اللي تطلق فيها موقعك، تبدأ البرمجة، تأجر مساحة العمل، أو حتى تعلن عن منتجك الأول. وكأنك تقف على حافة جبل.. تشوف طريق طويل أمامك، فيه فرص مجهولة وتحديات. هل تخطو الخطوة الأولى؟ أم تبقى واقف مكانك تتردد؟

هذه النقطة الحاسمة هي اللي تفرق بين التردد والنجاح. اللحظة اللي لازم تكسر فيها حاجز الخوف وتقرر تبدأ. بالنسبة لي، ٩٠٪ من الأشخاص اللي يقفون عند الحافة ويترددون يكون السبب الوحيد هو الخوف. فإذا خليت الخوف يتحكم بقراراتك، فالفشل راح يكون قبل ما تبدأ. هذه اللحظة هي لحظتك، القرار بيدك

وحتى ندخل في المجمل

كل شخص، بشكل أو بآخر، جاهز يفتح مشروعه. لكن مين بيكون خسائره أقل؟ ومين بيتعلم دروس أصغر؟ يعني ممكن طالب في المدرسة يفتح مشروع وينجح، والحظ والتوفيق له النصيب الأكبر. لكن فيه عوامل أخرى مثل الشخصية، طريقة التفكير، اتخاذ القرار، المنتج، والتوقيت الصحيح. في المقابل، ممكن شخص في الأربعينات أو الخمسينات يكون ناجح في عمله، لكن لما يفتح مشروعه الخاص ما ينجح مثل ما توقع.

ريادة الأعمال ما هي حكر على أحد. ما أؤمن بلغة الإقصاء. الكل يقدر يبدأ، والنجاح توفيق من الله

نصائحي لك:

  • ابتعد عن المثالية. البداية غالبًا مليئة بالمطبات. لازم تكون مستعد لفترة مليئة بالتحديات اللي تفتح عيونك على أشياء ما كنت تعرفها
  • ابتعد عن التفكير بأن فكرتك “محد سواها أبدًا”. هذا النوع من التفكير ما يأخذه المستثمرين بجدية. الأفكار الجديدة قليلة. الأفضل أنك تفكر كيف تطور فكرتك وتجعلها فريدة بطريقة تناسب السوق
  • لا تخف من كشف فكرتك. إذا كنت خايف إنهم “يسرقونها”، فأنت بدأت تتعامل مع نفسك بعقلية الندرة وأنت لم تبدأ بعد، تعلّم مبدأ العمل بعقلية النمو والبحث دوما عن فرص التطور واكتساب الخبرات والتعلم بدلا من ذلك، فالفكرة بدلها عشرة، والذي تفكر فيه الآن يفكر فيها مئات الآلاف مثلك في غالب الظن.
  • ابتسم، وخلك مستعد لرحلة مليئة باكتشاف ذاتك قبل اكتشاف المال والأعمال

للتأكد من أنك جاهز للبدء في مشروعك الخاص، يمكن استخدام الجدول التوضيحي التالي كأداة لتقييم جاهزيتك واتخاذ القرار المناسب.

الإجابة (نعم/لا)السؤال
1. هل لديك فكرة واضحة للمشروع؟
هل فكرتك محددة؟ هل تعرف المنتج أو الخدمة التي ستقدمها؟
2. هل قمت بدراسة السوق؟
هل بحثت عن المنافسين المباشرين وغير المباشرين؟
3. هل حددت جمهورك المستهدف؟
هل تعرف من هو العميل المثالي لمشروعك؟
4. هل وضعت خطة عمل واضحة؟
هل لديك خطة تشمل الأهداف، دورة العمل، والتوقعات المالية؟
5. هل قمت بتقييم المخاطر؟
هل تعرف التحديات المحتملة وكيفية التعامل معها؟
6. هل لديك الموارد اللازمة؟
هل تمتلك رأس المال، الأدوات، والوقت اللازم للبدء؟
7. هل استشرت خبراء أو مرشدين؟
هل تحدثت مع أشخاص لديهم خبرة في المجال؟
8. هل تشعر بالاستعداد النفسي؟
هل لديك الثقة الكافية للبدء؟
9. هل لديك خطة بديلة؟
هل فكرت في خطة بديلة إذا لم تسر الأمور كما هو متوقع؟
10. هل تعلمت من أخطائك السابقة؟
هل قمت بتحليل الفشل أو الأخطاء السابقة لتجنبها في مشروعك الجديد؟

ابدأ بالإجابة على الأسئلة الموجودة في الجدول. إذا كانت إجاباتك على معظم الأسئلة “نعم”، فأنت على الطريق الصحيح بإذن الله.

بعد أن تقوم بكل ما يمكنك من تخطيط وتحليل، استجمع شجاعتك وابدأ. الثقة والتوكل على الله هما مفتاح النجاح في هذه المرحلة. التردد والخوف أمران طبيعيان، لكن النجاح يحتاج إلى خطوة أولى. لا تنتظر الكمال، ابدأ الآن وستتعلم وتتكيف مع التحديات على طول الطريق

مقالات ذات صلة

استجابات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *