الأمل كأداة بقاء لرائد الأعمال

الأفكار المبتذلة كثيرة، والمستهلكة كذلك. تعبنا من كثرة الإيجابية المفرطة أو التفاؤل الخدّاع نحو مستقبل غير حقيقي. ولكن، يأتي الأمل كبصيص نور في آخر النفق لرائد الأعمال، فرحلة ريادة الأعمال رحلة مليئة بالمجهول والمطبّات والصفعات المستمرة.

كأن تعرف حقيقة وفي قرارة نفسك أن لديك اتفاقية ستوقعها وتبدأ في بناء أحلامك حولها، ولكن تتفاجأ بأن العميل لم يعد يردّ! أو أن الشخص الذي قمت بتوظيفه لم يحضر يومه الأول بعد أن انتظرت مدة إنذاره لشهرين، أو أن عميلا تأخر عليك بالسداد شهرين أو خمسة ولم تعد تستطيع دفع رواتب موظفيك، أو أن المنتجات التي صنعتها وقفت عند الجمارك لمتطلبات شهادات لم تكن تعرف عنها، أو أن الكاش انتهى قبل أن يطلع المشروع للنور، أو أن موظفا انتهى تعاقده بشكل ما يرفع عليك دعوى لأخذ ما يستطيع أخذه منك لا انتقاما ولا انتصارا ولكن لحاجته وتقف مكتوف الأيدي لا تعرف ماذا تفعل. أو كأن يحدث حدث كبير مثل كورونا يغيّر اللعبة تماما ويوقف العالم كله تحت سطوة شيء لا يرى، لا يسمع ولا يتكلم.

ولكن، نعود لتلك اللكن، بأن الأمل يبقى دوما سيد الموقف في هذه المواقف كلها. فلو لم يكن لدى رائد الأعمال أو قائد الشركة بصيص أمل في تلك اللحظة، لآثر التوقف، لأن الأمل يبقيك أنت ومشروعك على قيد الحياة.

فقدان الأمل يمكن أن يكون مؤلما لرائد الأعمال. عندما يتلاشى الأمل، يتراجع الحماس، تصبح التحديات جبالاً لا تُحتمل، وتضيع الرؤية. الإنتاجية تتراجع، والابتكار يتوقف، والتوتر يسيطر. بدون أمل، قد يشعر الإنسان بالعزلة والانكسار، وحتى الاستسلام وفقدان القدرة على اتخاذ القرارات الصائبة. الأمل هو النور الذي يضيء الطريق في أصعب الأوقات، وبدونه، تضيع البوصلة ويتلاشى الحلم.

تلقيت مرة رسالة جميلة عبر الإنستقرام، أخبرتني صاحبتها في رسالتها بأنها عندما تشاهد محتواي وتتابع ما أنشره، تشعر بالتفاؤل والأمل ويعطيها دافع للإستمرارية في مشروعها. توقفت عند كلماتها وتساءلت ما الذي يجعلها تشعر بذلك؟ هل هو بساطة الأسلوب؟ أم ربما الجانب العملي في الأفكار؟ أم ربما الطريقة التي أطرح بها الأمور؟ هذه الرسالة جعلتني أدرك مدى تأثير الأمل في حياة الناس، وكيف يمكن لفكرة أو رسالة بسيطة أن تغير من نظرة شخص ما للحياة.

كرواد أعمال، الأمل هو طاقة لا غنى عنها. إنه الدافع الذي يحفزنا على الاستمرار رغم التحديات والصعوبات التي نواجهها. عندما نملك الأمل، نمتلك القوة لمواجهة أي عقبة والتفكير بشكل إبداعي لإيجاد الحلول. الأمل يعطينا القدرة على رؤية الفرص في الأوقات الصعبة، وعلى تجاوز العقبات التي قد تبدو مستحيلة. إنه يمنحنا الثقة بأن المستقبل يمكن أن يكون أفضل، وأن الجهد الذي نبذله اليوم سيؤتي ثماره غدًا.

لكن في الوقت نفسه، الأمل يأخذ منا شيئًا ثمينًا وهو الشعور بالراحة ببساطة. لأنه عندما نأمل في شيء أفضل، نكون مستعدين للتضحية بالراحة والوقت من أجل تحقيق أهدافنا حتى عندما تكون الطريق مليئة بالصعوبات، لأننا نكون متأملين بمستقبل أفضل.

الخسائر في الحياة ليست ممتعة أبدًا، ولكن هناك خسارة واحدة لا يمكن لأحد تحملها—وهي فقدان الأمل. جون ماكسويل

تمسك بالأمل وأستخدمه كأداة للتغيير والتطوير في مشاريعك.

مقالات ذات صلة

استجابات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *