الصحة النفسية لرائد الأعمال

رحلة ما بين التحديات والتناغم

على الرغم من كون عالم ريادة الأعمال عالم مهم وملهم، ويعتبر وقود للحياة.. لكونه يتسم بالتجدد في الفرص والعمل وأسلوب الحياة. إلا أنه عمل شاق، لا كما يروى عنه في المجلات والصحف. يظن الكثير من الناس أنها وظيفة مترفة، لا مشقة فيها، لكن الواقع أنه بقدر ما بها من المزايا، فإن بها العديد من التحديات والصعوبات التي تؤثر سلبًا على الصحة النفسية والجسدية لرائد الأعمال.

بحسب دراسة أجرتها مؤسسة (جالوب) أن واحد من ثلاثة من رواد الأعمال يعانون من الاكتئاب، و ( 45%) من روّاد الأعمال يعانون من ارتفاع ضغط الدم مقارنةً مع المهن الأخرى. تسلط هذه الدراسة الضوء على الضغوط والتحديات النفسية التي يواجهها رائد الأعمال والتي قد تؤثر سلباً على صحته النفسية والجسدية.

التحديات النفسية لرائد الأعمال

في طريق النجاح والآمال والأحلام الكبيرة، يواجه رائد الأعمال العديد من التحديات التي تنغص وتصعب رحلته الريادية. والتي من ضمنها:

  • الضغوط المالية:

يواجه العديد من رواد الأعمال الضغوط التي تتعلق بالمال، سواءً من ناحية تمويل المشروع، أو ضغوط التفكير بكيفية تحاشي الخسائر وتحقيق الربح المستدام.

  • عدم اليقين:

من أصعب الآفات التي تمر بمسيرة رائد الأعمال هي شعوره بعدم اليقين، لا شيء مضمون، ولا شيء ثابت، تقلبات ومخاطر مستمرة، هذا الأمر الذي يجعل رائد الأعمال تحت وطأة القلق والتوتر المستمر.

No alt text provided for this image
يوضح هذا المخطط أنه كلما ازدادت الربحية.. ازدادت المشاق والضغوطات النفسية التي يواجهها صاحب العمل.
  • العزلة:

قد تجبر الحياة رائد الأعمال على أن يتنحى جانبًا عن العديد من فرص اللحمة والتقارب الاجتماعي وذلك بسبب العمل الشاق والتركيز المفرط على المستقبل.

  • الإفراط في العمل:

لأنه عملك الخاص، لا ساعات عمل ثابتة، لذا فإنه من الصعب جدًّا أن تتوقف عن العمل مما يجعلك أكثر عرضة للإصابة بالإجهاد والإرهاق المستمر.

إيجاد التوازن

مع وجود هذه التحديات وغيرها الكثير، توجب على رائد الأعمال أن يخلق أجواء من حين إلى آخر تبعده عن الجو المشحون بالعمل، وتحميه من جميع العوامل التي تؤذيه وتضر صحته النفسية، وذلك باتباع إحدى النصائح التالية:

  • تحديد الأولويات:

لعيش حياة مستقرة، خالية من الضغوط، يجب على رائد الأعمال، أن يحدد أولوياته ليحقق التوازن بين عمله وحياته الشخصية، ويركز دائماً على الأهداف الأكثر أهمية.

  • التخطيط المسبق:

يساعد التنظيم والتخطيط المسبق على السيطرة على الضغوط والقلق المرتبطة بإدارة الأعمال.

  • عدم الإطالة في ساعات العمل:

تعلم العمل في ساعات العمل، والتوقف عن العمل خارج أوقات ومواعيد العمل. لتحظى بتجربة عمل صحية ومحققة لأهدافك المستقبلية. تذكر أن القيمة التي تمنحها لعملك في نوعيتها وليس كميتها.

  • التواصل مع الآخرين:

يعتبر التواصل مع الأصدقاء والعائلة والزملاء طريقة مهمة لتجنب دائرة العزلة المغلقة والحفاظ على الصحة النفسية. كما يمكن لرواد الأعمال الانضمام إلى مجموعات تضم روّاد أعمال آخرين ليتشارك معهم تجاربهم المماثلة.

  • التفويض:

وهو من الطرق الناجحة لتوزيع الأعباء بدلًا من تركيزها على شخص واحد.

  • الاسترخاء والتأمل:

قد تساعد تقنيات الاسترخاء والتأمل والتنفس العميق في تخفيف التوتر وتعزيز الصحة النفسية.

  • الرياضة والسفر:

العديد من الأنشطة البدنية.. والفرص السياحية، لها تأثير على رفع الطاقة وتحسين الإنتاجية والصحة النفسية، لذا فإن الحصول على إجازة بين الحين والآخر أمر مهم، بل أنه بالغ الأهمية.

“كرائد أعمال، عقلك هو أعظم مورد لديك. احرص على استثمار الوقت والجهد لرعاية صحتك النفسية، فالإبداع والنجاح يأتيان من قوة عقل سليم.”

في الختام

تذكّر أن العمل جزء من الحياة، لكنه ليس جميعها، وأن أفضل ما تقدمه لنفسك وعائلتك وأحبابك وعملك، أن تجد التوازن؛ لتتمع بنفسية رائعة وصحة جيدة.

كما أتمنى لكم نهاية أسبوع سعيدة، وأوقات عمل موفقة.

شكرًا لقراءتكم

مقالات ذات صلة

استجابات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

0