صاحب العمل ما بين الإنتاجية والتحفيز
الإنتاجية لأصحاب العمل
لا أكاد أتذكر أنني تشاركت الحديث مع صاحب عمل بشكل ودي إلا وذكر أنه يواجه أو سبق أن واجه تحديات متعلقة بإدارة الوقت أو التفويض أو إدارة أولويات الفريق وإنتاجيتهم. تعد إنتاجية صاحب العمل ذاته أمر مهم جدا لنجاح أي منشأة، ففي غالب الأحيان يواجه صاحب العمل مجموعة كبيرة من المسؤوليات والمهام المتنوعة والتي تتطلب منه إنتاجية وجودة وحركة مستمرة في تطوير العمل، في تطوير العمل، لذلك فإن أفضل طريقة للقدرة على القيام بكل ذلك: هو اختيار طرق العمل الذكية المساعدة على رفع الإنجاز والإنتاجية، عوضًا عن كثرة الجد والجهد في العمل.
في هذه المقالة، سأناقش عدد من الأفكار المتعلقة بالإنتاجية، قد تكون بعض الاستراتيجيات التي سأطرحها متكررة، ولكن لا تعلم، قد تحتاج لتذكرها. فكثيرًا ما أواجه أفكارًا سبق لي قراءتها ولكن حينما قرأتها مجددًا في وقتٍ ما، اكتشفت عن حاجتي لها في تلك الساعة، وتلك الدقيقة تحديدًا.
على مر السنين، تم إجراء العديد من الدراسات لتحديد العوامل التي تؤثر على الإنتاجية في أماكن العمل. كما وجدت دراسة أجرتها “هارفارد بزنس ريڤيو”، أن الأشخاص الأكثر إنتاجية يميلون إلى العمل لمدة 52 دقيقة ثم يأخذون استراحة لمدة 17 دقيقة. تسلط هذه الدراسة الضوء على أهمية أخذ فترات راحة منتظمة لإعادة شحن الطاقة وتجنب الإرهاق. كما تشير الدراسة أنه من الضروري لأصحاب الأعمال أن يأخذوا فترات راحة منتظمة مع ضرورة إعطاء أولوية لرفاهيتهم بين الحين والآخر. ويتعاملون بالمثل كذلك مع فريق عملهم، حيث يمكن أن يكون لذلك تأثير كبير على الإنتاجية.
ووفقًا لدراسة أجرتها وكالة Small Business Administration، تعد الإنتاجية واحدة من أكبر التحديات التي تواجه أصحاب الأعمال الصغيرة. وكانت الخطة المثالية للتغلب على هذا التحدي، هو اتباع نهج استباقي للإنتاجية يمكّن أصحاب الأعمال من التغلب على هذه التحديات.
بالإضافة إلى هذه الدراسات، هناك العديد من التكنيكات المتاحة لمساعدة أصحاب الأعمال على تحسين إنتاجيتهم. أحدها تقنية بومودورو، وهي طريقة فعّالة لإدارة الوقت، تشجع الأفراد على العمل في فترات زمنية مركزة وغير متقطعة، وعادة ما تكون مدة كل دورة عمل 25 دقيقة. يتضمن التكنيك أيضًا فترات راحة منتظمة لمساعدة الأفراد على الحفاظ على التركيز والطاقة.
استخدام التكنولوجيا كوسيلة لرفع الإنتاجية
إحدى الإستراتيجيات التي ثبت أنها تعمل على تحسين الإنتاجية هي استخدام التكنولوجيا. حيث توفر بدورها العديد من الأدوات والتطبيقات المساعدة لأصحاب الأعمال في إدارة وقتهم وأتمتة المهام وتحسين التواصل الداخلي بين الفريق. على سبيل المثال، يمكن لأدوات إدارة المشاريع مثل “تريلو” و “أسانا” مساعدة أصحاب الأعمال في تحديد أولويات المهام وتتبع الإنجاز. كما يمكن أن تساعد تطبيقات تتبع الوقت مثل “ريسكو-تايم” و “توقل” أصحاب الأعمال على تحديد الأنشطة التي تعمل على ضياع الوقت وإيجاد الطرق المساعدة على زيادة كفاءة العمل.
التفويض وسيلة لزيادة الإيرادات
الإستراتيجية الأخرى التي يمكن أن تحسن الإنتاجية هي التفويض. يشعر العديد من أصحاب الأعمال أنهم بحاجة إلى القيام بكل شيء بأنفسهم، مما قد يؤدي إلى الإرهاق وانخفاض الإنتاجية. يمكن لتفويض المهام للموظفين أو الاستعانة بمصادر خارجية، توفير الوقت لأصحاب الأعمال للتركيز على المهام ذات الأولوية العالية. وفقًا لمسحٍ أجرته شركة “سكور” ، فإن أصحاب الأعمال الصغيرة الذين يفوضون المهام تمكّنوا من الوصول إلى زيادة بنسبة 23٪ في الإيرادات مقارنة بأولئك الذين لم يفعلوا ذلك.
لا تنسى الاعتناء بنفسك..
بالإضافة إلى التكنولوجيا والتفويض، هناك استراتيجيات أخرى يمكن لأصحاب الأعمال استخدامها لتحسين إنتاجيتهم. على سبيل المثال، يمكن أن يساعد تحديد الأهداف والمواعيد النهائية أصحاب الأعمال في الحفاظ على تركيزهم وتحفيزهم. كما يمكن لفترات الراحة والاعتناء بالنفس تقليل الإرهاق وزيادة الإنتاجية.
من المهم ملاحظة أنه لا يوجد حل واحد يناسب الجميع لزيادة الكفاءة ورفع الإنتاجية. حيث يجب أن يجد أصحاب الأعمال أفضل الاستراتيجيات لهم ولمنشآتهم. كما يمكن أن تساعد تجربة الأدوات والتقنيات المختلفة أصحاب الأعمال على تحديد أكثر الاستراتيجيات فعالية لتحسين إنتاجيتهم.
الإنتاجية لفريق العمل
بالإضافة أن على صاحب العمل إدارة إنتاجيته، عليه كذلك متابعة وتحفيز إنتاجية فريق عمله. واحدة من أبرز الدراسات التي أجرتها جامعة وارويك في السنوات الأخيرة بهذا الشأن، وجدت أن الموظفين الأكثر سعادة يصبحون أكثر إنتاجية بنسبة 12٪ من زملائهم غير الراضين. تؤكد هذه الدراسة على أهمية خلق بيئة عمل إيجابية تشجع على إرضاء الموظفين.
الإنتاجية عنصر حاسم لنجاح الأعمال. باستخدام التكنولوجيا، والتفويض، وتحديد الأهداف، والاهتمام بالنفس، يمكن لأصحاب الأعمال تحسين إنتاجيتهم والوصول لأهدافهم وتحقيق النمو في منشأتهم.
“الإنتاجية لا تتعلق بالقيام بالمزيد، إنما تتعلق بالقيام بالأشياء التي تهم أكثر، بالطريقة الأكثر فعالية وكفاءة ممكنة” يؤكد هذا الاقتباس على أهمية التركيز على المهام الأكثر أهمية والتي لها تأثير أكبر، بدلاً من محاولة القيام بكل شيء في وقت واحد.
منظور جديد للتحفيز
وختامًا أود مشاركتكم فيديو كان له وقع كبير في نفسي، حيث كنت دائمًا أجدني في صراع ما بين البحث والتركيز على النتائج، كانت تلك سمة بشرية شخصية أتسم بها، مع محاولة الاستمتاع في الرحلة بكل تحدياتها.
يقدم الدكتور أندرو هوبرمان، عالم الأعصاب بجامعة ستانفورد، منظورًا رائعًا حول التحفيز وكيفية ارتباطه بالدماغ وكيف يمكننا استخدام هذه المعرفة للبقاء في حالة تحفيز حتى تحقيق أهدافنا.
واحدة من النقاط الرئيسية في الفيديو هي أن الدافع يرتبط ارتباطًا وثيقًا بنظام المكافأة في الدماغ. فعندما نصل لنتائج إيجابية، مثل تحقيق هدف ما، فإن أدمغتنا تفرز الدوبامين، الذي يعزز السلوك ويحفزنا على متابعة العمل بنفس الطريقة مثلا. يؤكد د. هوبرمان بذكر ذلك على أهمية تحديد أهداف قابلة للتحقيق والاحتفال بالإنجازات الصغيرة دومًا.
نقطة أخرى مثيرة للاهتمام وهي أن التوتر يمكن أن يؤثر بشكل كبير على مستويات التحفيز لدينا. فعندما نعاني من إجهاد مزمن، يمكن أن يؤدي ذلك إلى الإرهاق ونقص الحافز. يقترح د. هوبرمان أخذ فترات راحة منتظمة وممارسة بعض تقنيات الاسترخاء، مثل التنفس العميق أو التأمل، حيث يساعد ذلك على تقليل التوتر وتحسين مستويات التحفيز.
يقدم الفيديو نقاطًا هامة حول علم التحفيز، لكن من المهم أن تتذكر أن التحفيز والدافع الداخلي موضوع معقد يختلف من شخص لآخر. ما يفيد شخص ما، قد لا يفيد الآخر، ومن الضروري إيجاد الإستراتيجيات التي تتناسب مع احتياجاتك وظروفك الفريدة.
بشكل عام، يعد الفيديو مثيرًا للتفكير وغنيًّا بالمعلومات لأي شخص يتطلع إلى فهم المزيد عن التحفيز وكيفية ارتباطه بالدماغ. وفهم ذلك يساعدنا على تطوير استراتيجيات تبقينا متحمسين ومستمتعين بالرحلة حتى تحقيق أهدافنا سواءً في حياتنا الشخصية أو المهنية.
أتمنى لكم أسبوعا مليئا بالتحفيز والإنتاجية..
وشكرا لقراءتكم
استجابات